منتديات شمس المدائن
تاريخ بلاد السواد الجزء الرابع/حتى الدولة الاموية Fxbgnt11
منتديات شمس المدائن
تاريخ بلاد السواد الجزء الرابع/حتى الدولة الاموية Fxbgnt11
منتديات شمس المدائن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شمس المدائن

والله نورتِ المنتدي من جديد يـ{زائر}.

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاريخ بلاد السواد الجزء الرابع/حتى الدولة الاموية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صدى العراق

{المدير العام}
{المدير العام}
صدى العراق


عدد المساهمات : 193
تاريخ التسجيل : 10/09/2008
العمر : 59

تاريخ بلاد السواد الجزء الرابع/حتى الدولة الاموية Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ بلاد السواد الجزء الرابع/حتى الدولة الاموية   تاريخ بلاد السواد الجزء الرابع/حتى الدولة الاموية Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 13, 2010 1:24 pm

تاريخ بلاد السواد الجزء الرابع/حتى الدولة الاموية

الفرس الأخمينيون
-------------------
550 – 331 ق م
كان الفرس الأخمينيون تابعين في بداية أمرهم إلى الملوك الماذيين (الميذيين ) حكام شمالي إيران وقد ثار زعيمهم المدعو كورش على سيده الماذى ( استياكس) وجهز حملة نحو الشمال وفتح بلاد الماذيين وخلع ملكها ثم اتجه مملكة ليدية في الشمال الغربي وانتصر عليها فوحد بذلك القطر الإيراني بكامله سنة ( 546 ق م ) . وكانت بلاد بابل حينذاك في ضعف فوجه كورش حملة قوية ضدها وفتح المدن ودخل بابل عام ( 539 ق م ) واعاد إلى رجال الدين فيها سلطتهم وقرب القرابين للإلهين مردوك وسن ثم أعطى لليهود حرية العودة إلى القدس فرجع قسم قليل منهم . ثم استمر كورش بالفتوحات غربا ووصل إلى بلاد الشام .
وبعد وفاته تسلم الحكم ابنه ( قمبيز ) فاكمل فتح الأقطار حتى البحر المتوسط وضم إلى إمبراطوريته مصر أيضا ثم تبعه في الحكم ملوك منهم :
( 521 – 486 ق م ) دارا الأول ( درياوش )
=======================
كان عهده عهد رخاء ورقي وازدهار وتشهد على ذلك عظمة البناء والقصور في برسيبوليس العاصمة الاخمينية . ثم تعاقب الملوك على عرش المملكة الاخمينية . وكانت بلاد الرافدين تابعة لهم وعدد هؤلاء الملوك أحد عشر ملكا حكموا جميعا نحو مائتي سنة وقد اتخذ كثير منهم بابل عاصمة له في الشتاء وقد امتد نفوذ هذه الدولة إلى آسيا الصغرى وبلاد الشام وفلسطين ومصر وتمازجت آنذاك الحضارات الراقية في البلاد واقتبس الفرس أنفسهم شيئا كثيرا منها . وقد تخلل أثناء حكم هذه الدولة كثير من الثورات الأهلية كان غالبها ينتهي بالفشل والتقتيل . وحدث أن ثارت بابل في زمن احشويرش فخربها تخريبا مؤلما وهدم معابدها وقصورها .
وفي أواسط عهد هذه المملكة أي في أوائل القرن الخامس قبل الميلاد حدثت رحلة ( زينفون ) والعشرة آلاف جندي يوناني راجعون من معركة خاسرة قام بها أحد الأمراء الاخمينيين ضد أخيه ملك فارس . وكانت بلاد الشرق الأوسط مسرحا لحروب دامية ومناوشات مستمرة بين الفرس الاخمينيين والإغريق حتى ظهور الاسكندر المقدوني في عام ( 331 ق م ) الذي قضى على الدولة الاخمينية .
الاسكندر المقدوني
===========
334 – 321 ق م
تمكن فيليب المقدوني والد الاسكندر الكبير من ضم جميع مقاطعات البلاد اليونانية وجزرها إليه ثم جرد حملة إلى آسيا الصغرى والشرق لمحاربة الفرس وتسلم قيادة هذه الحملة الاسكندر بعد وفاة والده وزحف بها إلى سواحل آسيا الصغرى عام ( 334 ق م ) وتقدم دون أن يقف أمامه أي عائق مهما عظم فكانت واقعة ايسوس المنتهية (باندحاردارا )الثالث ملك فارس . ثم فتح سواحل فينقية وفلسطين ونزل إلى مصر عام ( 332 ق م ) وفتحها دون مقاومة تذكر ثم عرج على بلاد الرافدين عن طريق دير الزور واعالي دجلة ثم انحدر نحو كوكميلا قرب اربيل فجرت هناك معارك حاسمة ضد دارا الذي كان بانتظار الاسكندر على رأس جيش وفير العدد والعدة ورغم ذلك فقد انكسر الفرس ولاذ ملكهم بالفرار ففتح الاسكندر جميع العراق ودخل بابل عام ( 331 ق م ) واحترم مجدها الآفل ومركزها الحضاري العلمي فجدد أبنيتها وشيد معبدها الكبير وأعاد الاطمئنان إلى أهلها والى رجال الدين فيها .
بعد استراحة قصيرة استأنف الاسكندر زحفه نحو الشرق ووصل إلى عاصمة الدولة الاخمينية وفتحها وحرق قصر دارا العظيم وبعد مكوثه في برسيبوليس وفي بلاد إيران تابع فتوحاته في أواسط آسيا وشمالي الهند ولكن التذمر أخذ يدب بين قواد الاسكندر وجنوده وأظهروا عدم الرضا من متابعة مغامراته في مجاهل آسيا . فقفل راجعا إلى السوس حيث شرع في ترضية الفرس وفي تحقيق مشاريعه في دمج الغرب بالشرق فتزوج امرأة فارسية وحذا حذوه أكثر من عشرة آلاف من جنوده الإغريق .
ثم رجع إلى بابل بطريق النهر وأراد أن يجعل منها مركزا رئيسيا لاعماله الحربية والإصلاحية ثم تهيأ لحملة جديدة إلى الجزيرة العربية إلا انه مرض ومات في بابل عام ( 321 ق م ) أو عام ( 323 ق م ) .
وبعد وفاته تنازع قواده فيما بينهم على السلطة لانه لم يخلف وريثا للعرش واستمرت المنازعات إلى أن استقر الوضع على تقسيم المملكة الشاسعة الأطراف بين أربعة من قواده الكبار وصارت بلاد الرافدين وايران من حصة سلوقس الذي استولى على بلاد الشام أيضا .
السلوقيون
-----------
312 إلى 139 ق م في العراق والى 64 ق م في سوريا
سلوقس الأول
========
312 – 281 ق م
وهو الملقب نيقاطور أي الغالب وكان في زمن الاسكندر الكبير قائد المنطقة الشرقية فبعد أن أسس الدولة السلوقية شيد لها عاصمة على دجلة سماها باسمه سلوقية وتعرف أطلالها اليوم بتل عمر وهي مقابل طاق كسرى الحالي ثم شيد مدنا أخرى في العرق وإيران وبلاد الشام على غرار المدن اليونانية أشتهر منها انطاكية على نهر العاصي أي انطيوخا على اسم والده وكانت هذه المدن مركز لنشر الثقافة الهيلينية اليونانية في الأقطار التي حكمها .
وقد عاش في زمن سلوقس المؤرخ البابلي برحوشا ( بيروسس ) كاتب التاريخ العراقي القديم باليونانية .
وبتأسيس سلوقية قل شأن بابل بل ماتت حيث هجرها أغلب سكانها وكذلك ضعف مع الأيام شأن سلوقية أيضا بتفوق مدينة انطاكية عليها لأنها كانت محل كرسي الحكم ولقربها من بلاد اليونان أيضا وتعاقب على حكم مملكة سلوقية نحو ثمانية عشر ملكا كان أكثرهم يحمل اسم انطيوخس أو سلوقس اشتهر منهم انطيوخس الثالث ( 223 – 187 ق م ) الذي انتعشت في عهده الحضارة البابلية وعلم الفلك والتنجيم ولكن معظم هؤلاء الملوك كان ضعيفا ففقدوا القسم الشرقي من المملكة وبقيت بلاد الشام تحت حكمهم وكانوا في حروب مستمرة ضد البطالسة ملوك مصر وعظم شأن البتراء العربية النبطية في الزمن وكانت مركزا هاما من مركزا القوافل والتجارة بين الجزيرة العربية والشمال وظهر الفرثيون أمراء الإقطاع والفروسية في بلاد إيران واخذوا يزدادون قوة سنة بعد أخرى حتى تمكن ملكهم (متريدات الأول) من احتلال العراق وطرد منها انطيوخس السابع عام 139 ق م فانحصر حكم السلوقيين ببلاد الشام فقط وكانت روما تطمع ببلاد الشرق وكانت جيوشها الزاحفة قد استولت على مصر وتقدمت أخيرا نحو سوريا وفتحتها في زمن انطيوخس التاسع عام 95 قبل الميلاد . ثم تعاقب حكام ضعفاء من السلوقيين في الشمال حتى انتهى حكمهم سنة 64 ق م .
الفرثيون
---------
من 250 ق م في إيران ومن 139 ق م إلى 226 ب م في العراق
ظهر الفرثيون في شمالي بلاد إيران و كانوا من الأقوام الآرية التي توغلت جنوبا ثم غربا وحارب مؤسس هذه الدولة المدعو (ارشاق )عام 250 ق م السلوقيين في إيران وطردهم منها واستقل فيها وسكن في العاصمة اكبتانا ثم أعقبه أخوه وغيره من الملوك وكانت أسماءهم في الغالب أفرهاط أو ارطبان وكانوا في حروب مستمرة ضد السلوقيين حتى زمن متريدات الأول ( 170 – 138 ق م ) الذي فتح العراق سنة 139 ق م في زمن انطيوخس السابع وقضى على حكم السلوقيين في العراق . وجعل الفرثيون سلوقية عاصمة لهم في الشتاء كما انهم وسعوا المدينة إلى الجانب الأيسر من النهر وعرف بعد ذلك هذا الجانب بطيسفون ثم تتابع الملوك على العرش الفرثي في إيران والعراق واستمرت حروبهم ضد السلوقيين في بلاد سوريا هذا إلى حروب كانوا يصدون بها هجمات الأقوام الشمالية في بلاد إيران .
ولما تعاظمت سلطة الرومان في الشرق بعد سقوط الدولة السلوقية وقعت مصادمات بينهم وبين الفرثيين وتزاحموا على طرق التجارة والقوافل على الفرات وعبر الصحراء وكان الجيش الفرثي قويا انتصر على الرومان في عدة معارك وأشدها معركة حران عام 53 ق م بين اورود الفرثي وكراسوس القائد الروماني في زمن يوليوس قيصر وقد انكسر فيها الجيش الروماني وابيد تقريبا عن بكرة أبيه وكانت الحروب بين الفرثيين والرومان سجالا ولامجال لذكرها هنا . ثم تم السلم بين الطرفين في زمن الإمبراطور أوغسطس ثم نشبت مجددا حرب شعواء في زمن الإمبراطور تراجان كانت نتيجتها أن ضمت الإمبراطورية الرومانية أكثر ممتلكات الفرثيين في الغرب حتى انهم وصلوا إلى طيسفون نفسها . ولكن آخر محاولة للرومان لفتح بلاد فارس باءت بالفشل في معركة نصيبين الشهيرة فقد تكبد فيها الرومان خسائر فادحة بالأرواح والأموال .
أنشئت في عهد الفرثيين مدن كثيرة في الصحراء العربية من العراق وبلاد الشام وكانت مراكز للقوافل العربية التجارية ومنها مدينة " البتراء " قرب العقبة في موقع حصين بين الجبال حكم فيها الأنباط واشتهر من أمرائها في القرن الثاني قبل الميلاد الحارث وعبادة وغيرهما , ثم استولى عليها الإمبراطور الروماني تراجان سنة 109 للميلاد وأصبحت بذلك موالية للرومان . ومدينة " الحضر " في العراق على الثرثار في وسط الصحراء بين دجلة والفرات وكانت مركزا للقوافل في الجزيرة الشمالية وموقعا هاما بين القوتين المتناحرتين الفرس من الشرق والرومان من الغرب . ولعل زمن تأسيس مدينة الحضر يرجع إلى قبل القرن الميلاد واستمر سلطانها إلى منتصف القرن الثالث للميلاد . حكم هذه المدينة والمنطقة المحيطة بها , والتي كانت تعرف حينذاك بالآرامية باسم " عربايا " سلالة عربية منذ القرن الأول للميلاد واشتهر من ملوكها نصر و رئيس الكهنة وابنه سنطرق الاول الذي يرجح انه كان معاصرا للملك الفرثي أولغاش الاول (51 – 77 م ) , ثم أعقبه ملوك آخرون منهم عبد سميا وابنه سنطرق الثاني الملقب بملك العرب . وكان آخر ملوك الحضر على ما جاء في المصادر العربية (الضيزن) الذي في زمنه حاصر سابور الاول الساساني المدينة وفتحها في نحو عام 270 للميلاد أو بحسب تقدير آخر في نحو عام ( 240 – 250 م ) . ولم يقم لها شأن بعد ذلك .
اشتهر الأمراء الفرثيون بالفروسية والصلابة وكانت هناك منازعات مستمرة فيما بينهم ازدادت شدتها في السنوات الأخيرة من حكمهم لاسيما في بلاد فارس وحدثت ثورة داخلية طوحت بالعرش الفرثي وهو إن اردشير الفارسي الساساني ثار على ارطبان الخامس الملك الفرثي وقضى عليه عام 226 للميلاد وشكل سلالة فارسية ساسانية في البلاد ورثت عن الدولة الفرثية جميع ممتلكاتها .
الساسانيون
-------------
226 – 637 م
اردشير بن بابك بن ساسان 226 – 241 م
ثار هذا القائد الفارسي على الملك الفرثي ارطبان الخامس وتمكن من ضم بقية الأمراء الفرس إلى سلطانه ثم حارب ارطبان وقضى عليه عام 226 م فاستحوذ على حكم بلاد فارس وبعد عامين مد نفوذه إلى جميع إيران والعراق ودخل طيسفون وجعلها العاصمة الشتوية للدولة الجديدة الساسانية وحاول الأمراء الفرثيون غير مرة استعادة سلطانهم إلا إن اردشير تغلب عليهم جميعا ووطد خلال حكمه النفوذ الفارسي الساساني في الشرق الأوسط وكانت بينه وبين الرومان مناوشات متفرقة ثم تولى الحكم بعده ابنه :
سابور الاول 241 – 272 م
==============
وهو الملقب بسابور الجند شكل جيشا نظاميا مدربا أحسن تدريب اتجه به أولا نحو الأقطار التي في شرقي إيران ثم صعد شمالا واخضع جميع المقاطعات والأمراء ثم توجه بعد ذلك إلى ملاقاة الرومان في بلاد سوريا فوصل إلى انطاكية وتسلم الجزية من القواد الرومان وبعد فترة مصالحة أعاد سابور محاربة الرومان في زمن الإمبراطور فاليران وكسب المعركة الكبرى قرب الربا ( اديسا ) وكانت من أشد المعارك الفارسية الرومانية وفتح انطاكية وغنم غنائم كثيرة وخلد سابور هذا الانتصار في النفوس الجبلية التي حفرها في جبال فارس . ولما عاد ألي إيران التقى بجيوش (أذينة) ملك تدمر العربي وتقع مدينة تدمر في بادية الشام وكانت مراكز القوافل التجارية ومنطقة حيوية بين المعسكرين الساساني من الشرق والروماني والبيزنطي من الغرب وكانت تجارتها واسعة جدا وحضارة سكانها , واغلبهم من العرب , راقية يدل على ذلك ما تشاهد اليوم من بقايا معابدها الضخمة وأبنيتها المشيدة بالرخام .
وكان أمراؤها موالين للرومان ومنهم أذينة الذي قدم لسابور الهدايا إلا إن سابور رفضها فحدث مناوشة بين الطرفين سنة 265 للميلاد خسر فيها سابور بعض رجاله وقسما من الغنائم التي جلبها معه من انطاكية , فنال أذينة ملك تدمر الشهيرة رضا الرومان وتقربت إليه الإمبراطورية الرومانية ومنحته لقب حاكم الشرق الذي ورئته عنه زوجته الشهيرة( زنوبية) أو الزباء العربية التي لعبت دورا هاما في هذه الحقبة من الزمن 270 للميلاد إذ إنها حاربت الإمبراطورية واستولت على بلاد الشام والإسكندرية ثم حاربت سابور الساساني حتى وصلت إلى حدود طيسفون واشتهرت الزباء بجمالها وثقافتها وفروسيتها ولكن نهايتها كانت محزنة إذ انتصرت جيوش الإمبراطور اورليان عليها فحاصر تدمر عام 272 للميلاد وفتحها وأسرت الملكة زنوبية .
كان عهد سابور الساساني عهدا ذهبيا انتشرت فيه العلوم والمعارف والحكمة وذلك لان الملك نفسه كان مولعا بالعلوم وظهر في زمنه ماني صاحب المذهب المانوي الإيراني ولعل سابور الجند هذا هو الذي شيد إيوان كسرى العظيم . وبعد وفاة سابور تتابع الملوك على عرش الدولة الساسانية وكان اغلبهم ضعيفا وحدثت في زمنهم مناوشات مع الرومان وقد انتشرت آنذاك قبائل عربية في بادية الشام منهم الغساسنة الذين انتشرا منهم أمراء مثل (الحارث بن جبلة) والمنذر بن الحارث وغيرهما وقد ازدادت قوة الغساسنة في أطراف الصحراء وانتشرت النصرانية بينهم . وبعد أن انتهت فترة ضعف الدولة الساسانية تسلم الحكم فيها سابور الثاني وكان قويا حارب الرومان وأخضع بادية الشام لحكمه .
سابور الثاني 310 – 379 م
===============
وهو الملقب بسابور ذي الأكتاف وقد دام حكمه نحوا من سبعين عاما حارب فيها الرومان وانتصر عليهم في عدة معارك , وكانت أول معاركه القوية ضد الإمبراطور قسطنطين قرب سنجار انتصر فيها عليه واستولى على كثير من الحصون الرومانية والقلاع المنتشرة في الشمال . وكانت الإمبراطورية الرومانية قد اعتنقت المسيحية . ثم حارب سابور الثاني الأقاليم الشمالية وضم مملكة كوشانية إلى حكمه ثم توسع شرقا نحو بلاد تركستان والصين ونشر فيها الحضارة الفارسية . ولما تولى الإمبراطور جوليان العرش الروماني جرد حملة وفيرة العدد قوية الأسطول وتقدم بها نحو الشرق فاتحا نصيبين ومدن الفرات ونزل إلى بابل وحاصر طيسفون وكان سابور في شغل عنه في المقاطعات الشرقية . ولما علم بمصير عاصمته طيسفون تقدم بسرعة وكانت معركة ضارية قرب جبال حمرين انكسر فيها الرومان وقتل جوليان وتراجع جيشه نحو انطاكية بعد تكبده خسائر فادحة بالأرواح فاستولى سابور الثاني على جميع بلاد الرافدين وعلى القلاع الشمالية في أمد ونصيبين وبلاد أرمينية وهكذا ظل سلطان الدولة الساسانية قويا على بلاد الشرق الأوسط مادام سابور حيا . وبموته تنازع أمراء الإقطاع والنبلاء على الملك فيما بينهم وتسلم الحكم ملوك ضعفاء , وانتشرت آنذاك المسيحية في شمالي بلاد الرافدين وبلاد أرمينية لاسيما في زمن يزدجرد الاول في القرنين الرابع والخامس للميلاد .
واستمر التقهقر السياسي في الدولة الساسانية وكانت هناك حروب طائفية مذهبية بين المذاهب الإيرانية المختلفة كالمانوية والمزدكية والزرادشتية والمسيحية وكانت المزدكية قد انتشرت انتشارا واسعا وتعليماتها منتقاة من المانوية .
ومنذ القرن الثالث للميلاد اشتهرت دولة المناذرة اللخمية العربية في الحيرة ولبثت حتى ظهور الإسلام وتقع مدينة الحيرة على مشارف الصحراء غربي الفرات في العراق بالقرب من الكوفة وكانت هذه المدينة في أواخر العهد الفرثي مركزا لقبيلة تنوخ العربية ومن أمرائها جذيمة الابرش ثم انتقل الحكم إلى الأمير عمر و بن عدي من أسرة اللخميين ثم إلى ابنه امرئ القيس ثم إلى النعمان بن امرئ القيس صاحب الخورنق والسدير ثم إلى المنذر بن النعمان 520 للميلاد وهو الملقب ( أبو قابوس ) وقد قتله الفرس عندما حدثت واقعة ذي قار بالقرب من الناصرية وانتصر فيها العرب على الفرس بقيادة هانيء بن مسعود الشيباني من بني بكر وقد حكم في الحيرة نحو من خمسة وعشرين ملكا عربيا نشروا نفوذهم في أطراف الجزيرة وبادية الشام وكانوا يحاربون الغساسنة والبيزنطيين مساندة للفرس إلا إن بعض ملوكهم حاول الاستقلال التام . وكان لهذة الدولة شأن عظيم في الصحراء في التجارة ونشر الكتابة والعلوم . شيد ملوكها القصور الفخمة في الحيرة وأطرافها وابتنوا الكنائس والديارات لان أهلها كانوا من نصارى العرب وقد ساعدوا اخوانهم العرب المسلمين في فتوحاتهم في العراق والبادية . ومن الحوادث المهمة في هذه الفترة انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين القسم الفربي في روما والقسم الشرقي في آسيا الصغرى وعاصمته القسطنطينية وعرف بالدولة البيزنطية واستمر الوضع مرتبكا في الشرق إلى أن تسلم العرش الساساني :
كسر الاول ( انوشروان ) 531 – 579 م
=====================
تغيرت الأوضاع في البلاد وكان مصلحا حكيما جرى على يديه إصلاحات عامة واسعة في أمور الدولة وادارتها وماليتها وجدد بناء طيسفون ( طاق كسرى ) سنة 540 للميلاد كما انه نظم الجيش وفتح انطاكية ثم حارب البيزنطيين في أرمينية ودام حكمه نحو نصف قرن انتشرت أثناءه العلوم و المعارف وترجم عن اليونانية والهندية كتب كثيرة في الطب والعلوم .
وفي زمنه ولد النبي العربي محمد (ص ) في مكة عام 571 للميلاد وبعد وفاة كسرى انوشروان تولى الحكم ملوك ضعفاء فساءت أحوال الدولة خلال حكمهم حتى جاء الملك :
كسرى الثاني ( ابرويز ) 590 – 628 ق م
الذي تدرج في إعلاء شأن المملكة وتوطيد دعائمها داخلا وخارجا واستطاع أخيرا الاستيلاء على جميع الأطراف التي كانت تناوئ الدولة الساسانية ومن الأمور الجسام التي أنجزها هذا الملك لامته فتحه مصر واستيلاؤه على بلاد آسيا الصغرى ومحاصرته القسطنطينية ولم يصل أي فاتح ساساني قبله إلى تلك الحدود .
وحدث في عهد ابرويز أن أرسل النبي العربي محمد ( ص ) رسولا يطلب من كسرى الدخول في الدين الإسلامي أما كسرى فقد تجبر وداخله الغرور وكان بلاطه يزخر بالغواني والأبهة وقد فاق فيه البذخ كل حد ولكن نشوة انتصارات كسرى لم تدم طويلا بل أعقبها خذلان سريع بسبب تعنته وجبروته حيث وجه إليه ملك بيزنطية الجديد هرقل ضربة بعد أخرى وطرد الجيوش الساسانية من آسيا الصغرى ونزل إلى دجلة وحاصر طيسفون وقتل فيها الملك كسرى الثاني وتعاقب على العرش بعده ملوك كثيرون ضعفاء لم يحكم الواحد منهم أكثر من سنة لتدخل النبلاء ورؤساء الأحزاب فتدهورت المملكة تدهورا سريعا حتى تولى الحكم آخر ملوك ساسان المدعو :
يزدجرد الثالث 632 – 651 م
وكان سوء الوضع قد بلغ في زمانه حدا مزريا , وكانت الجيوش العربية المسلمة حينذاك تغزو بلاد سوريا والعراق , وانتصرت في اليرموك على الجيوش البيزنطية وحصرتها بعد ذلك في آسيا الصغرى في القسطنطينية . ووقعت في العراق واقعة القادسية الشهيرة في حزيران عام ( 16 هـ / 6- 637 م ) قرب الحيرة انكسر فيها رستم قائد يزدجرد الساساني فدخل سعد ابن أبي وقاص طيسفون (المدائن ) وقضى بذلك على الاحتلال الساساني للعراق . ولاحق الجيش العربي يزدجرد إلى إيران فكانت واقعة النهاوند في سنة ( 21 هـ / 642 م ) التي انكسر فيها الفرس وهرب ملكهم وقتل عام 651 للميلاد وانتهى بذلك الحكم الفارسي الساساني وبدا العهد الإسلامي – العربي في الشرق الأوسط
العرب والإسلام
-----------------
وكان للعرب قبل الإسلام دويلات وإمارات في العراق وبلاد الشام هذا إلى دولهم في الجزيرة العربية فشيدوا مراكز كثيرة للقوافل التجارية في الصحارى لاسيما في العهد الفرثي والساساني والبزنطي وصارت هذه المراكز مدنا كبيرة ذات عمارات فخمة وحصون وأصبح لها شأن عظيم بسبب موقعها في طريق القوافل والحملات العسكرية بين الأطراف المتناحرة في الشرق الأوسط الفرس من الشرق والرومان والبيزنطيون من الغرب . وتمازجت الحضارات في هذه المدن الحضارة الفارسية الهيلينية والبيزنطية بحضارة محلية خاصة أضافها سكان هذه المدن واغلبهم من العرب .
وقد نوهنا ببعض هذه المدن والقبائل العربية التي اشتهرت في التاريخ ومنهم الأنباط في البتراء وآل نصرو في الحضر وعرب تدمر , والغساسنة في وادي حوران جنوبي دمشق والمناذرة التنوخيون واللخميون في الحيرة وقد دام حكمهم حتى الفتح الإسلامي .
وفي عام 571 للميلاد ولد النبي العربي محمد بن عبد الله (ص ) في مكة . ثم هاجر إلى يثرب (المدينة المنورة) سنة 622 للميلاد واعتبرت هذه السنة بداية التاريخ الهجري الإسلامي ثم سارت الجيوش الإسلامية من الجزيرة العربية نحو العراق وبلاد الشام لمحاربة المحتلين الفرس والبيزنطيين ففي العراق تقدم خالد بن الوليد في عهد أبي بكر الصديق ( رض ) أول الخلفاء الراشدين ففتح الحيرة عام ( 12 هـ / 633 م ) ثم تسلم قيادة الجيوش العربية في العراق المثنى بن حارثة الشيباني ومن بعده سعد بن أبى وقاص في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ( رض ) وألتقى بالجيوش الفارسية في معركة القادسية إلى الجنوب الغربي من الكوفة فانهزم الفرس بعد مقتل قائدهم رستم ودخل العرب المدائن " طيسفون " عاصمة الفرس الساسانيين في العراق في عام ( 16 هـ / 637 م ) فهرب منها آخر ملوك الساسانيين يزدجرد إلى بلاد فارس واغتيل هناك عام 651 للميلاد وانتهى بذلك الاحتلال الساساني للعراق وبدأ العهد العربي الإسلامي .
الخلفاء الراشدون 11 – 40 هـ / 632 – 661 م
=========================
تم في عهد الخلفاء الراشدين فتح العراق وتثبيت دعائم الإسلام ونشره في ما جاوره وأسس العرب مدينة البصرة سنة ( 16 هـ / 637 م ) ومدينة الكوفة قرب الحيرة سنة ( 17 هـ / 638 م ) والموصل . وسرعان ما اتسعت هذه المدن حتى أصبحت مراكز للحضارة الإسلامية امتدت بنفوذها شرقا إلى إيران وأواسط آسيا والهند .
وكان آخر الخلفاء الراشدين الإمام على بن أبي طالب ( رض ) قد سكن العراق سنه ( 36 هـ / 657 م ) واغتيل في الكوفة عام ( 40 هـ / 661 م ) فانتقلت الخلافة إلى الأمويين في الشام .

</I>

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almd3aein.ahlamontada.net
 
تاريخ بلاد السواد الجزء الرابع/حتى الدولة الاموية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شمس المدائن :: منتدى مدينة المدائن :: المدائن في التاريخ-
انتقل الى: