الهلاي - عرس البغادة في منطقة سلمان باك

الهلاي - عرس البغادة في منطقة سلمان باك

كان البغداديون يخترعون المناسبات المفرحة واشباعها بالفعاليات المختلفة كرقصة الساس الاستعراضية بالسيوف اللامعة والتروس البهية أضهاراً لقوة وبأس البغادة، اما مناسبات الاعراس فحدث ولا حرج ان شاء الله.. ويعبرون عن هذه المناسبات بأبراز فعاليتي المقام العراقي بأطيافه والحانه السبعة الرئيسية من رست وبيات وصبا وحجاز ديوان وحسيني والنهاوند وغيرها. وفعالية المربعات التي تمثل المباهلة القديمة عند العرب في جاهليتهم واسلامهم. وعندما تلوح تباشير الربيع ويعتدل الهواء بعد شتاء قارس، وتتفتح الزهور يشمر أهل بغداد عن سواعدهم للمشاركة بالهلاي وهي تميز رؤساء محلات بغداد وأهلها من الرجال خاصة حيث لكل محلة أعلامها الخاصة. والاحتفال الهلايي هذا لايكون في بغداد وانما هي نقطة تجمع للمحتفلين وزوار الصحابي الجليل سلمان الفارسي او سلمان المحمدي حسب تصحيح الاسم من قبل الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه أجمل السلام. في منطقة سلمان باك أو سلمان النظيف والتي تبعد عن بغداد عدة فراسخ (الفرسخ ثماني كيلومترات).
وكان تجمع القوم في منطقة باب الشيخ أو محلة فضوة عرب وتراهم فرحين مسرورين يحملون الاعلام بالوانها الزاهية أحمر وأبيض وأسود وأخضر، ومعهم قدور الطبخ وأدواته وكذلك الخيام حيث يضربونها بالقرب من الطاق "طاق كسرى" او تحته. ويحضر الكثير من مطربي ومطربات ذلك الزمن العجلان منهم المرحومان عباس جميل وزهور حسين والمربعاتي محمد الحداد ومحمود بن الحمامجية ومحمد العاشق وداود الاسود والمقامي عبد الرحمن خضر وعبد الرحمن العزاوي وحمزة السعداوي وغيرهم. مرددين شعاراً لايزال يرن في ذاكرة الاحداث:
المايزور السلمان عمرة خسارة. وكانت الاحتفالات تقام طيلة الليل وبعض النهارات وتمتد لأسابيع عديدة، كما وتشترك نساء محلات بغداد في سيارات نقل خاصة بهن، ويقمن بمهام الطبخ وتهيئة وجبات الطعام لجميع المحتفلين مؤكدين على ان المايزور السلمان عمره في خسران !!












ايا ليت الزمان يعود يوما