صدى العراق
{المدير العام}
عدد المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 10/09/2008 العمر : 60
| موضوع: المدائن تفتقد روادها في النوروز والسياحة تنتظر الأموال لتأهيلها الأربعاء أبريل 21, 2010 2:32 pm | |
| المدائن تفتقد روادها في النوروز والسياحة تنتظر الأموال لتأهيلها عوائل تصدم بتحويل أجمل مناطق العاصمة إلي مدينة اشباح
المدائن - سراء حسين حسن بدت منطقة المدائن (سلمان باك) مهجورة في عيد نوروز حيث تفاجأت عوائل كانت تود التنزه فيها بانتشار امني كثيف وخلوها من اي مظهر سياحي فيما اكدت وزارة السياحة انها تنتظر تخصيص اموال لاعادة تاهيلها واحيائها. فقد توجهت عوائل في عيد نوروز الي قضاء المدائن لزيارة الصحابي الجليل سلمان المحمدي (الفارسي) المدفون هناك وزيارة اثار احد قصور كسري انوشروان الذي يقع في قضاء المدائن جنوب بغداد هذا القصر الذي بناه اباطرة الفرس الساسانيون وكان ذلك في القرن الثالث للميلاد حيث يبلغ ارتفاع الطاق ثلاثين مترا وكان مقر الملك الفارسي ويدعي القصر الابيض وفي وسطه ايوان كسري وهي قاعة العرش وعلي جدران هذا القصر صور لمعركة جرت بين الفرس والروم . ويوجد في هذا العقد شق في حائط الطاق ويقال ان هذا الحائط انفطر منذ ولادة الرسول (عليه الصلاة والسلام) وتبعد عنه بـ30 مترا بانورما القادسية لكن كل هذه الاثار نراها الان مهملة ولم تجد اية عناية بها وبالمناطق المجاورة لها برغم ان هذه المنطقة كانت في كل الاعياد والمناسبات تزهو بحدائقها الجميلة التي تزدحم بالعوائل وخاصة في عيد نوروز حيث كانت تشهد دبكات كردية وتجمعات لعوائل علي الغداء او العشاء ولعب الاطفال بكرة القدم والتمتع بالمناظر الخلابة لكن هذه الفعاليات انعدمت الان فالمنطقة ينتشر بها جنود مسلحون وتحاصر قوات امنية طاق كسري وتمنع الدخول اليه او التقرب منه بحجة وجود مسؤول هناك لاعادة تاهيل المنطقة وفتح الحدائق والمتنزهات. الي ذلك صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الدولة للسياحة والاثار عبد الزهرة الطالقاني لـ(الزمان) امس انه (لا الوزارة ولاهيئة السياحة اعلنت عن اعادة تاهيل هذه المنطقة كمنتجع سياحي فهي مشغولة بالجنود من بعد خروج القوات الامريكية منها ولم توجه دعوة للعوائل لزيارتها ) واضاف (فعلا الناس تعودوا علي هذه المنطقة لجمالها لكن الدولة لم تهيئ الي حتي الان اموالا لصيانتها واعادة تاهيلها) وذكر (ان متنزه الجزيرة السياحي في بغداد استقبل في عيد نوروز 30 الف زائر فيما استقبلت بحيرة الجادرية عوائل كثيرة ايضا ولابد انهم شاهدوا مدي العناية وجمال هذه المتنزهات حاليا). من جهتها تعبر عوائل المدائن عن المها وانزعاجها من هذا المنظر التعيس فقد ذكرت المواطنة ام مروة (انها قبل 20 سنة تزوجت في هذه المنطقة وان عائلتها كانت تذهب كل عيد نوروز التي هناك ويجلسون في حدائق جميلة جدا ويشاهدون حشدا كبيرا من الناس ويتمتعون بالدبكات الكردية ويتناولون طعامهم ويعودون وهم سعداء) واضافت (لكن الان تعود وهي مصدومة برؤية هذه المنطقة التي كانت لها ذكريات جميلة فيها تصبح بهذا الشكل البشع) واسمع بنت صغيرة اسمها مريم تقول لاباها (بابا رجعنا الي بغداد ولنذهب الي الزوراء فهي اجمل بكثير من هذا المكان) ولاحظت (الزمان) قيام عوائل باخبارالقادمين الي المدائن بضرورة العودة افضل لها من ان تصطدم برؤية المنظر الذي رأته هي فبدل ان تخرج اغراضها من السيارة وطعامها علي امل ان تتمتع بالمشاهد الخلابة فتقول (لاتتعبوا حالكم لان المنطقة صحراء محاصرة بالجنود) ويقول ابو مشتاق (انه كان يقضي اجمل ايام حياته مع خطيبته ام مشتاق في هذا المكان ويناشد وزارة السياحة بان تعتني بهذه المنطقة التي كانت تزدهر بالبهجة والسرور في المناسبات ويتجمع بها الناس وانه حزين جدا برؤيته هذا المنظر) . وتقول عائلة اخري (جمعت كل الاقرباء والاصدقاء حتي يخرجوا في عيد نوروز بعد ان حجزوا سيارة كبيرة ويقطعوا مسافة طويلة كي يصلوا ثم صدموا انه لايوجد حتي مكان يجلسون فيه) وذكرت المواطنة رسل (حتي الارض هنا غير مستوية اين نجلس فهنا احجار وهنا نباتات واعشاب وهناك اتربة اين اجلس انا واهلي فسوف نرجع وبدل ان نتمتع ملأت قلوبنا بالحزن علي هذا المنظر فهذه المنطقة الواسعة لا يمكن ان تكون حدائق عامة ومتنزهات يتمتع الناس بها هم واطفالهم) وقال الشاب ايهاب (انه ذهب الي هناك بتشجيع من اهله لانهم كانوا يزورونها سابقا ويتمتعون بها ولكنه شاهد عكس ذلك) وتساءل فراس (لماذا انتم متفاجئون في هذه المأساة وبهذا الاثر الذي لم تهتم به الحكومة فانا قبل مدة ذهبت الي سامراء لزيارة الروضة العسكرية وللتمتع بمنظر الملوية الخلاب فوجدتها قد تحطمت من الاعلي من قوات الاحتلال حيث قصفت كما يقال بالخطأ وهي محجوزة ويمنعون اي شخص من الدخول اليها) بحسب قوله. وناشد اهالي المدائن الجهات الحكومية بتخصيص الاموال لاعادة وتاهيل هذه المناطق الاثرية من وزارة السياحة لتعود بحلتها الاولي.
جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3548 - التاريخ 23/3/2010
| |
|